امن الافراد The security of individuals -امن المعلوماتInformation Security-امن المواد والمنشأت materials and constructions Security

قفشات

3d

تنويه: تقوم ادارة المدرسة باجراء تعديلات وتصويبات على المحاضرات المنشورة بشكل مستمر وحسب الحاجة يرجى الانتباه.

الاثنين، 9 يناير 2017

المحاضرة الثامنة- المقاربة في البحث العلمي الامني


المحاضرة الثامنة

المقاربة في البحث العلمي الامني


         نسمع في كثير من الاحيان كلمة "مقاربة" ونحن هنا لسنا بصدد التوسع في ذكر كل ما يتعلق بهذه المفردة ولكن سنتطرق للبعض منها بما يتناسب مع خصوصية البحث العلمي الامني فمن حيث قواعد اللغة العربية فهناك افعال المقاربة مثل: كاد، اوشك، والتي يكون خبرها دوما جملة فعلية مضارعة:
قال تعالى((يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ)).
وفي المثل الدارج: يكاد المجرم أن يقول خذوني.
 والمقولة: يوشك الظلم ان ينتهي.
والمقاربة تعني ايضا الدنو والاقتراب فتقول: قاربت الخمسين عاما.

والمقاربة تعني ايضا عدم المبالغة وعدم الاسراف والاقتصاد ومن معانيها ايضا الاشراف على النهاية ومنها القول: قارب على الانتهاء من رسم اللوحة، والمقاربة انواع منها المقاربة التنسيقية والتي تعنى بدراسة مشكلة معينة من اجل بيان اوجه التناغم والانسجام والتفاعل بين عواملها الرئيسية وهناك المقاربة اللغوية والادبية والتي تظهر القصد من الاعمال الادبية او الفنية من خلال بيان اوجه العلاقة بين المصدر والمتلقي بقصد نشر المعرفة والتواصل وينصرف واقع الحال ايضا على المقاربات النصية المتعلقة بطبيعة النصوص ومضامينها والبيئة التي تستهدفها وفق دراسية منهجية معدة لذلك، وهناك ايضا المقاربة التشاركية المتعلقة بمشاركة الاخرين ما يعتقدون انه صواب من اجل تحسين نوعية الحياة وجودتها والتي اساسها التنمية على ان اخذ رأي الاخرين ليس معمولا به في جميع النواحي المتعلقة بأعمال خدمة الامن وهذا المشاركة تتطلب وجود وسائل مساعدة مثل وسائل التواصل الاجتماعي والاتصال والاعلام، وهناك المقاربة المتعلقة بالكفاءات والمقاربة المتعلقة بالمنهاج، وهناك ايضا المقاربة الساسيولوجية والتي تعتمد على المنطق بعيدا عن الجانب السياسي او الشخصي والتركيز على الجوانب التربوية ذات الابعاد الاجتماعية، والمقاربة السياسية التي تهتم بالتعامل مع النظم السياسية  وفق اسس ومعايير نظرية، والمقاربة السلوكية حيث وجود الفعل والفعل المضاد له واوجه الترابط بين ما هو داخلي وما هو خارجي وعلاقة ذلك بموضوع الثواب والعقاب وربما تكون هناك اشكالية فيما يتعلق بالنظر الى بعض السلوكيات وتركها وعدم التعامل بها حتى تتلاشى فان هذه الفكرة صعبة التطبيق في اعمال خدمة الامن التي تتحرى السلوكيات الخاطئة بغية وضع الحلول والمعالجات لها.
والجهاز الامني المتمثل بالإدارة او القيادة الامنية قد يلجأ مضطرا الى القبول بفكرة المقاربة التشاركية عندما يكون العمل يتطلب ذلك ضمن خطة اسلوب عمل الفريق الواحد او اذا تطلب الحال الاستماع على الاخرين فيما يتعلق بوجهات النظر الفنية او من ضمن الاختصاص الدقيق الذي تحتاجه تلك الاجهزة وقد يكون رأي واحد لا تأخذ به تلك الادارة ولكنه قد يكون هو اقرب الى الصواب من باقي الآراء الاخرى، انها وفق ذلك تقبل بالمخاطرة بقبولها بالأخذ بتلك الآراء المنفردة والتي قد تكون هي الآراء الصحيحة او تكون هي الآراء الخاطئة او تكون هي اراء معطلة وعلى سبيل المثال: لو توفرت لدى الادارة الامنية انها بحاجة الى فتح محطة استخبارية في احد البلدان الاوربية وكانت رغبة العناصر الفاعلة في الادارة مثل الوكلاء او النواب او مدراء المديريات والشعب والاقسام كلها متفقة على ضرورة فتح تلك المحطة ما عدا رأي مدير الشعبة المختصة والذي لا يرى فائدة او جدوى من فتح تلك المحطة فان القرار النهائي قد يكون لصالح عدم فتح تلك المحطة محسوبا على اساس فكرة المسؤولية وليس المصلحة.
والمقاربة كل اساس نظري يمكن تحويله الى فعل عملي بالاستناد الى مجموعة من القواعد او المبادئ والاسس عند الطلب في بحث موضوع معين وتكون بمثابة الاساس الذي يعتمد عليه في اختيار منهج بحثي معين وهذا يعني انها عملية سابقة لفكرة المنهج البحث وهي الطرق التي توصل الى استخدام منهج بحث معين والتي غالبا ما تفهم في البداية بشكل نظري ومن ثم امكانية تحويل ذلك الى واقع ملموس، على ان العمل التشاركي مهما كان ناجحا فانه لا يخلو من العيوب منها اعتماد غير اولي الاختصاص على أصحاب الاختصاص والكفاءات بشكل مستمر.

وليست جميع انواع المقاربات يمكن استثمارها في مجال خدمة الامن فالمقاربة النصية تكاد تكون محدودة الفاعلية في اعمال خدمة الامن والمقاربة التشاركية  يمكن ان تجد لها تطبيقات على ارض الواقع والغالب الاعم منها صعب التحقق فليس من طبع الادارة او القيادة الامنية مشاركة الغير بما تنوي القيام به الا في بعض الحالات مثل امكانية الاستفسار من بعض المعنين في حالة الحاجة الى وضع سيطرة ثابتة او رفعها في منطقة معينة، وقد تكون في بعض الاحيان مضطرة للمشاركة من اجل دفع الحرج وعدم تحمل المسؤولية في الاستماع الى الاخرين وان كانت آراؤهم منفردة ولا تصب في المصلحة العامة للبلاد.

ومن اجل عدم الاطالة تمثل المقاربة مجالا للتحليل بقصد زيادة المعرفة وهي لا تعني المنهج الوصفي الذي يعتمد على تحليل البيانات ايضا لأنها اوسع منه ولأنها مفهوما تراكبيا اكثر من كونه مجالا محددا، والذي يعنينا هو انه هل انه من الممكن استعمال المقاربة في مجال البحث العلمي الامني ؟ والجواب هو نعم وللأسباب الاتية:-

1- انها احد الوسائل التي يمكن ان تستخدم في بحث المواضيع المتعلقة بأعمال خدمة الامن وخاصة ذات الصلة بالجانب غير المادي.
2- تفيد في البحوث التي لا يتوقع منها الوصول الى نتائج محققة 100 % وعندها يمكن القبول بالبحث كلما زادت نسبته.
3- تساعد على تركيز الافكار والاقتصاد بالجهد والوقت.
4- المساهمة في وضع الحلول لبعض المشاكل العامة بشكل مرن.
5- تساعد على وجود التنساق بين مواضيع البحث المختلفة.
6- الابتعاد عن المبالغة في طرح وتناول المواضيع اي الابتعاد عن المواضيع ذات الحساسية العالية والتي قد توجب عمل بحوث بنتائج تخيلية غير واقعية.
7- امكانية البحث في المواضيع الخلافية.
8- الاستفادة من البحوث المناظرة.
9- التشجيع على ايجاد النظريات الامنية التي تتناسب مع الظروف العامة لكل بلد او على مستوى اقليمي او دولي او حتى توجيه النقد اليها وكذلك المساهمة الجدية والعملية في تطوير عمل المدارس الامنية او ايجاد مدارس امنية جديدة على غرار مدرسة كوبنهاكن او مدرسة باريس او المدرسية الامريكية.
10- ايجاد وتنمية الكفاءات العلمية.
11-  تساعد في اعادة بلورة وصياغة الافكار والآراء ودمج الادوات المعرفية  بقصد الوصول الى مرحلة سهولة استخدامها.
12- ان المقاربة تظهر جوانب رئيسية في البحث العلمي الامني مثل: اتخاذ القرارات والتحليل الجدي، وابراز المواهب والخبرات، والابتكار، تلقي او تقديم الاستشارة، بين اوجه العلاقة بين المضامين الداخلية والخارجية للبحوث وغيرها.

وملخص القول ان المقاربة تعني: اطروحة تتضمن اي فكرة او موضوع او اي مسألة تطرح لغرض البحث وفق منهج معين وهي بذلك لم تصل الى مرحلة النظرية ومن صفاتها المميزة انها تتناول مواضيع جديدة.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق